عنوان

التنوع الثقافي

التصنيف
عامة
المصدر
شيخة ناصر الكربي, 2021
وصف
يشكل التنوع الثقافي مصدر ثراء للدولة والمجتمع، حيث يخلق تلاقح الأفكار نوعاً من التميز، إلى جانب التنمية البشرية المطلوبة للتقدم والارتقاء بالإنسانيّة.

يقف التنوع الثقافي كأحد أبرز المفاهيم الحديثة التي درجت الدول على إنزالها على أرض الواقع لتفعيل القوى الثقافية في المجتمع، والاستفادة منها في بناء مجتمع متنوّع ومتعدد، يحترم كل الثقافات. 

إذ يَجمَعُ مفهوم التنوع الثقافي بين الاعتراف بتعدد الثقافات والأفكار والتجارب الإنسانية، وبين وجود تجربة بشرية محددة لها أهلها وأفرادها الذين نشأوا وتربوا عليها، مع مراعاة ما تتمتّع به هذه التجربة من خصوصية في التشكّل والأثر. وبذلك فإنّ مفهوم التعدد الثقافي يحافظ على سمات كلّ مجتمع، مهما اختلفت تجارب أفراده وخبراتهم. 

ويشكل التنوع الثقافي مصدر ثراء للدولة والمجتمع، حيث يخلق تلاقح الأفكار نوعاً من التميز، إلى جانب التنمية البشرية المطلوبة للتقدم والارتقاء بالإنسانيّة. وبما أنّ الثقافة هي ما يكوّن الفرد عاطفياً وفكرياً وروحياً، فإنّ التنوع الثقافي يساعد على تفعيل دور كلّ فردٍ في المجتمع، كما يؤكّد على وجود رؤيةٍ توجّه البوصلة للنّظر في تعامل الأفراد مع غيرهم، بما يقوّي خلق الأفكار البنّاءة، وبما يساعد على تأصيل ثقافة تقوم على مبدأ الاحترام والقبول والتّعاون. 

وللتنوع الثقافي فوائد عديدة، منها تنمية روح الابتكار لدى أفراد المجتمع الواحد، من خلال تكوين أفكارٍ جديدة تنتمي إلى الثقافات المختلفة، بما يحقّق الحوار المثمر والمبتكر، بالإضافة إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية، التي تتأتّى من خلال ازدهار التبادل الاقتصادي والتجاري، وهو ما يثبت أهمية التنوّع الثقافي وضرورته. 

ويمكن القول إنّ العالم قد تحوّل إلى قريةٍ صغيرة، خاصةً مع الحضور الواسع والجليّ لمفهوم التنوع الثقافي، فهو اعتراف بالمشاركة الإنسانية في مسيرة الحضارة الحديثة، التي تحثّ الجميع على التعبير عن مكنونات ثقافاتهم وهويّاتهم، ليكون حضورهم بذلك بدايةَ الانطلاق نحو العالمية بكل فخر وسرور وتآخٍ.  

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق