عنوان

من دعائم السعادة

التصنيف
عامة
المصدر
أروى أحمد محمد, 2020
وصف
السعادة في النهج الإسلامي هدف دنيوي وغاية أخروية أبدية لا يعقبها ألم ولا يتخللها انقطاع.

أوجد الله فينا خصائص بشرية تميل للراحة وتستكين بها، بل وتسعى للوصول إلى مستوى السعادة، وإن اتفقنا- كبشر- في مطلب السعادة كهدف منشود، إلا أننا نختلف في سلك دروبها وفقاً لمفاهيمها وانعكاسات ماهيتها على واقع كل منّا مادية كانت أم معنوية.

ولا شك في أن النهج الإسلامي لم يغفل عن هذا التوجه البشري حيث حدد معالم السعادة وبين ماهيتها وحدودها باتساق تام مع خصائص النفس البشرية وميولها مع ما يحقق التوازن بين مطالب الروح والجسد المادية والمعنوية.

فالسعادة في النهج الإسلامي هدف دنيوي وغاية أخروية أبدية لا يعقبها ألم ولا يتخللها انقطاع، هي الحال والمآل وهي في ذات الوقت العمل والجزاء، حيث يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: "وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ " هود:.108

غير أن الحياة ليست محفوفة بالمسرات فهناك من وقائع الحياة والتوجس مما هو آت؛ قد يكدر صفو السعادة المنشودة ويعترض طريقها فينتاب المرء شعور الكدر والامتعاض، وما قد يزعزع الاطمئنان في نفسه لذا فقد راعى النهج الإسلامي طبيعة الحياة البشرية وما يكتنفها من أحوال وأقدار فثبَت قواعد السعادة بدعائم من أهمها:

العمل الصالح: فالأعمال الخيرة في الإسلام ليست مدعاة للمشقة والتعب وإنما مدعاة للراحة والسكينة. "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " النحل: 79.

الرضى بما قدره الله: فالرضى يكون بالصبر والشكر وبهما يكون المؤمن في سعادة دائمة وهذا ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". رواه مسلم.

نشر السعادة: رغب الإسلام في نشر السعادة وجاوز مفهومها من الذاتية إلى الشمولية وجعل إسعاد الآخرين من أسباب رضى الله الذي يمتد إلى رضى الإنسان وسعادته، فقد روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إن أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم". رواه الطبراني.

جذب السعادة: بالحمد والامتنان واستشعار النعم وشكر الله تعالى عليها، حيث يقول الله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم" وبالشكر تدوم النعم، كما أن السعادة تأتي بمعايشتها واجتذابها واصطناعها من واقع الحياة.

وكما قال ديل كارنيجي "فكر في السعادة واصطنعها تجد السعادة ملك يديك"؛ أخيراً السعادة مبدأ وقرار وشعور يتجسد بإحساس المتفائل المفعم أملاَ وثقة بالله، الذي يستقي سعادته من صناعة سعادة الآخرين.

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق