عنوان

الهوية الوطنية وعمق الانتماء

التصنيف
عامة
المصدر
شيخة ناصر الكربي, 2020
وصف
الانتماء الأبدي للوطن هو الهوية والفخر وكلمة السر في الوجود.

الوطن مفردةٌ سحريةٌ، تشمل وتحتوي كافة المشاعر والأحاسيس، الماضي والحاضر والمستقبل، الأهل والمجتمع، منه وله كل الفخر والتميز، لذلك يكون الانتماء الأبدي للوطن هو الهوية والفخر وكلمة السر في الوجود.

تلتزمُ الهويةُ الوطنية جانب التركيب النفسي والعقلي للفرد منذ مولده وخروجه للحياة فالوطن في البدايات هو الأم والأب والأخوة والأهل والتراب الذي يلعب عليه والتاريخ الذي نتعلمه في المدرسة والعادات والتقاليد الذي نتربى عليها ونحتفظ بها كمحدداتٍ للمسار في الذاكرة الى الأبد. والوطن في المنتصف هو الأرض والأهل والمستقبل والطموح، وهو خارطة الحياة، وهو الشباب، والمتكأ نحو الأصل وتحقيق الأمنيات والتطلع للمستقبل والشعور بالانتماء.

كل تلك المفردات تشّكل هوية الفرد ولغته وانتماءه العميق للوطن، وفي الحقيقة لنفسه، فالوطن هو المعلّم والتوأم في الوقت نفسه لكل ما نكتنزه من مفردات ومعانٍ تعلمناها منه، تعتمرُ في ذاكرتنا الحيّة والقلب والروح، وتُشكّل وجداننا المعرفي والثقافي بكافة أركانه، ومصدر رزقنا وانتماءنا الحقيقي، وتفاعله وسط كافة الانتماءات في هذا العالم الواسع المتنوع، ليبقى الوطن ومفرداته وتفاصيله الصغيرة هي ما يعصمُ السفينة من الغرق، سفينة الفرد المعتز بهويته الوطنية وتاريخه ولغته وعاداته وانتماءه العميق بوطنه وأهله ومجتمعه.

الانتماء الحقيقي؛ هو الشرط اللازم لحب الوطن والاعتزاز بهويته لأن الوطن يعطي بلا مقابل، يُلبس الفرد شخصيته وفخره وعزته بين الناس، وهم كلهم منتمون، ولذلك يكون الانتماء بحب الوطن العملي، والتضحية من أجله، والاجتهاد لرفعته وعزته ولانتصار لكرامته، ليكون الحبُ هو المقابل لما يمنحنا له الوطن من الهوية والقدر بين جميع البشر، ليصبح عنواننا الأبدي وهويتنا الأصيلة التي ننتمي ليها، ونفخر بها.

بكل تأكيد تغوصُ معاني الانتماء للوطن عميقاً عميقاً في الوجدان، تعمل عليه تفاصيلها الدقيقة، ذرةً ذرة يتسربُ حب الوطن الى القلوب، الى الروح ليكون الانتماء له هو هويتنا الأبدية، هي المدرسة التي تخرجنا منه، ولكننا نتعلم فيها ومنها كل يوم شيئاً جديداً، هنا مترع الصبا، هنا الجد والجدّة، هنا الوجدان الحقيقي الذي وإن ابتعدنا عنه نحسّ بالشوق إليه، بالانهيار من عدم تواجدنا فيه، بالفخر بالانتماء له.

الوطن هو البيت والهوية، والانتماء هو الشعور بكل ما ننتمي إليه وينتمي إلينا، هو الفخر والعزّ، لذلك يبقى الوطن هو الكل، والفرد هو الجزء، وتكون الهوية الوطنية هي الأصل والانتماء.

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق